التصنيف : المقالات
تاريخ النشر : 14-05-2021
عدد الزيارات : 2168
القسم :

*((نكارة حديث النهي عن صيام يوم السبت الا فيما افترض ))*

للشيخ الفاضل عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزعكري حفظه الله

  *((نكارة حديث النهي عن صيام يوم السبت الا فيما افترض ))*


 الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الی يوم الدين أما بعد:

  فقد أخرج ابن ماجه (1126)  عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *{ لاَ تصوموا يومَ السَّبتِ  إلاَّ فيما افترضَ عليْكم ، فإن لم يجد أحدُكم إلاَّ عودَ عنبٍ ، أو لحاءَ شجرةٍ , فليمصَّه }.*

  وجاء عن الصماء بنت بسر المازني عند أبي داود (2421) *(عن عبد الله بن بسر السلمي ، عن أخته - وقال يزيد : الصماء - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تصوموا يوم السبت إلا في ما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه ".)*

  وقد اختلفت عبارات المحدثين فيه منها:

 وقد اختلفت عبارات المحدثين فيه منها:


1_ قال أبو داود : وهذا حديث منسوخ.

2_ أخرج أبو داود (2423) عن ابن شهاب ، أنه كان إذا ذكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت ؛ يقول ابن شهاب : هذا حديث حمصي. انتهى وفي عون المعبود شرح الحديث *يريد تضعيفه؛ لأن في حديث عبد الله بن بسر راويين حمصيين أحدهما ثور بن يزيد، وثانيهما خالد بن معدان، تكلم فيهما بعض ووثقهما بعض. وقال السندي في فتح الودود: كأنه يريد تضعيفه وقول مالك هذا كذب أصرح في ذلك وأبلغ لكن قال الترمذي: حديث حسن، والظاهر أن سبب ما ذكروا عدم ظهور المعنى حتى قال بعضهم منسوخ وبعضهم ضعيف والله أعلم.*

3_ أعل أيضا بالاضطراب.

4_ أعل بالنكارة على ما يأتي.

5_ من العلماء من وجهه وحمله على كراهة التنزيه ونحوها قال الترمذي تحت حديث (744) *ومعنى كراهته في هذا : أن يخص الرجل يوم السبت بصيام ؛ لأن اليهود تعظم يوم السبت.*

وقال في شرح الحديث من تحفة الأحوذي: قال الطيبي : *قالوا النهي عن الإفراد كما في الجمعة والمقصود مخالفة اليهود فيهما ، والنهي فيهما للتنزيه عند الجمهور ، وما افترض يتناول المكتوب والمنذور وقضاء الفوائت وصوم الكفارة ، وفي معناه ما وافق سنة مؤكدة كعرفة وعاشوراء أو وافق وردا . وزاد ابن الملك : " وعشرة ذي الحجة " أو في " خير الصيام صيام داود " فإن النهي عن شدة الاهتمام والعناية به حتى كأنه يراه واجبا كما تفعله اليهود . قال القاري : فعلى هذا يكون النهي للتحريم ، وأما على غير هذا الوجه فهو للتنزيه بمجرد المشابهة.* انتهى


  وأقول فإن حديث النهي عن صيام يوم السبت في غير الفرض ضعيف ومنكر, لا يقاوم الأحاديث المتواترة في الترغيب في الصيام ومن أمثلة ذلك. 

1- الحث علی صيام ستة من شوال وقد تمر علی سبت في الغالب. 

2- الترغيب في صيام أيام البيض وتأتي علی سبت في كثير من الأحيان. 

3-المدح لصوم داود عليه السلام وأنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وتمر به أيام سبت كثيرة. 

4- ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صيام شعبان أو أكثره. 

5- الترغيب في صيام شهر محرم وفيه عدة أيام سبت.

6- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوما قبله أو بعده. 

وقوله لجويرية لما أصبحت صائمة أصمت أمس قالت لا قال أتصومين غدا قالت لا ومعلوم أن ما بعد الجمعة هو السبت يقينا. 


وما كان ربك نسيا فلو كان محظورا في ذلك لبينه ووضحه. 



ثم إن الإمام مالكا يقول هذا حديث كذب


والله تعالی أعلم. 


وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:

الحديث في النهي عن صيام يوم السبت حديث ضعيف شاذ مضطرب. انتهى 

وبنحو هذا يفتي مشايخنا رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم


  *أبو محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري 8 محرم 1437* بمكة المكرمة.


  • وكان التعديل في 1 محرم 1442 بمسجد الصحابة بمدينة الغيضة حرسها الله