إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.. :: من هم العلمــــــــاء :: ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • .. :: من هم العلمــــــــاء :: ..

    بسم الله الرحمن الرحيم<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

    إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد<SUP> </SUP>أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .<o:p></o:p>
    ]يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون[ ، ]ياأيها الناسُ ا تقوا الله ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها ز وجها وبث منهما رجالاً كثير اً وَ نساءً واتقوا الله الذى تساءلُونَ به والأ رحام إن الله كان عليكم رقيباً[ ،]يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[ أ ما بعد ..<o:p></o:p>


    يقول الله سبحانه مبيناً فضل أهل العلم ومكانتهم : ] فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [ ، ويقول سبحانه : ] إنَّما يخشى الله من عباده العلماء [ ، ويقول : ] يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات [ ، ويقول عز وجل : ] شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم [ .

    موضوع العالم والتمييز بين العالم والجاهل ، أو العالم والمتشبع ، موضوعٌ دائما مايثار ويطرح على المجالس العامة والخاصة ، بل وفي واقع الحياة ، لحاجة الناس إليهم ، والرجوع لهم في أمور معاملاتهم وأموالهم وأعراضهم وأنفسهم وماشابه ..

    الموضوع هو كما علمتم من اسمه : [ من هم العلمـاء ] ..

    بإختصار أقول : إن الإغترار بمن يصفهم العامة والرعاع بالعلماء ، أمر قديم العهد له جذوره ، يذكر لنا الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه [ فضل علم السلف على علم الخلف ] هذا الأمر ويجليه لنا، فيقول : ( وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسَّع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم ، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كلِّ من تقدم من الصحابة ومن بعدهم ؛ لكثرة بيانه ومقاله ، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ) ! ..

    وبعد أن لمّحَ وصرحَ رحمه الله بالأئمة الثقات ، كالثوري ، والأوزاعي ، والليث ، وابن المبارك قام رحمه الله يلزمهم بقولهم ، فقال : ( فإنّ هؤلاء كلهم أقل كلاما ممن جاء بعدهم ، وهذا َنَقُّص عظيم بالسلف الصالح ، وإساءة ظن بهم ، ونسبتهم إلى الجهل وقصور العلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ...

    وعند ذكره لأثر ابن مسعود رضي الله عنه : ( إنّكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه ) ، قال : ( وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه ، فمن كَثُرَ علمه ، وقَلَ قوله ، فهو الممدوح ، ومن كان بالعكس فهو مذموم ) . انتهى كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله .

    [ قلت : الحافظ لم يعش إلى زمننا هذا ، وإلا لكان القول أغلظ والخطب أمر ، فالله المستعان ].


    ..................................


    يستمر الحافظ رحمه الله بإتحافنا بعلامات يتميز بها أهل الفضل والعلم الذين ورد الشرع بفضائلهم وبتزكيتهم فيقول رحمه الله : من علاماتهم :

    إنّهم لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقاما ، ويكرهون بقلوبهم التزكية و المدح ، ولا يتكبرون على أحد ، وأهل العلم النافع كلما ازدادوا في العلم ازدادوا تواضعا لله ، وخشية وانكسارا وذُلاًّ.

    ومن علاماتهم أيضا ، الهرب من الدنيا ، وأولى ما يهربون عنه منها الرِّياسة والشُّهرة والمدح ، فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات أهل العلم النافع ، فإنْ وقع شيء من ذلك - يعني الرياسة أو الشهرة أو المدح - من غير قصد واختيار ، كانوا على خوف شديد من عاقبته ، وخشوا أن يكون مكرا واستدراجا ، كما كان الإمام أحمد رحمه الله يخاف ذلك على نفسه ، عند اشتهار اسمه وبعد سيطه .

    ومن علاماتهم أيضا ، أنهم لا يدّعون العلم ، فلا يفخرون على أحد ، ولا ينسبون غيرهم إلى الجهل ؛ إلا من خالف السنة وأهلها ، فإنهم يتكلمون فيه غضبا لله ، لا غضبا للنفس ، ولا قصدًا لرفعتها على أحد .


    ومن علاماتهم أيضا ، أنهم سيؤون الظن بأنفسهم ، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ، ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم ، وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها ، وكان ابن المبارك إذا ذَكر أخلاق من سلف ينشد : لا تعرضن بذكرانا لذِكـرهم ..... ليس الصحيح إذا مشى كالمُقعـد

    ولعل في هذه العلامات ما يستطيع به العامِّي وأمثاله أن يميز بين من يستحق أن يُطلق عليه لفظ العالم ممن لا يستحق هذا اللفظ ، والفائدة المَرْجُوَّة من هذا التمييز ، هي الأخذ عن أهل العلم النافع دون من عَدَاهم ، من متكلم فصيح ، و كتاب كبير ، ممن ليس من أهل العلم . إهـ

    ..................................


    وأزيد : من هو العالم ؟؟
    عقد الإئمة في أماليهم ومصنفاتهم أبوابا خاصة في مميزات وصفات أهل العلم ، فقد ذكرنا فيما سبق أقوال لامعة في سماء السنة للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله ..
    بل أن الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتابه القيم النافع [ جامع بيان العلم وفضله ] عقد بابا صريحا في هذا الموضوع سمه بـ ( فيمن يستحق أن يسمى فقيها أو عالما ) .

    ..................................


    ليس العالم يا إخواني من ملك الفصاحة والبلاغة في خطبه ومحاضراته ، وليس العالم من ألّفَ كتابا أو نشره ، وليس العالم من حقق مخطوطة أو أخرجها .
    أصبحت هذه الأمور موازين عند كثير من العوام والمنعالمين ، فتجدهم يحبون من إتصف بهذه الأوصاف ، ويدافعون عنه أيا كان مقصده أو منهجه ..
    نعم هذه الأعمال هي وإن كانت كمال للعالم الحقيقي ، إلا أنها ليست بميزانٍ ، ولا بمقياس دقيق في تديد مفهوم العالم وهويته .

    ..................................


    أقول بارك الله فيكم ..
    العالم في الحقيقة هو من عَلِمَ وتعلم قبل أن يُعلِم أو يعمل ، قال تعالى : ]فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك [ ، وعليه بوب البخاري رحمه الله [ بابٌ العلم قبل القول والعمل ] ، العالم من ذاب وأختلط دمه وتجانست أنفاسه مع العلم الشرعي ، علم أهل السنة فقط ، العالم هو من ألَمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة ، عالما بناسخها ومنسوخها ، بمطلقها ومقيدها ، بمجملها ومفصلها ، العالم من ألَمَّ بشيء بإجماع السلف وإختلافهم ، العالم فوق ذلك كله هو من جاهد ونافح عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دفاعاً مستميتاً ، يرد الباطل ، وينصر الحق ، يدافع بالحجج الدامغة ، والبيان الواضح الجلي ، قال سبحانه واصفاً العلم بالسلاح ، والعالم بالمجاهد : ] ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا [ ، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه [ مفتاح دار السعادة ] ، حول هذه الآية : ( فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال تعالى : ]ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا [ ، ومعلوم أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن ، والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله ) .

    أقول : إذا فهم لم يأخذوا علمهم هذا وشرفهم بين ليلة وضحاها ، ولم يأخذوه من أقوال منظري الأفكار والجماعات ، ولم يأخذوه من أفواه أعداء الأمة وساستها ، ولم يستشهدوا بسائق هولندي في بكين ، ولا بصيحات وآهات تحت ثلوج سيبيريا ، ولم ينزلوا آيات الله لتخدم نضرياتهم وإعجازهم وحوادثهم الكونية ، ولم يداهنوا حاكما أو محكوما في أمر من أمور الشريعة ، ولم يتحامقوا بإصدار فتاوى تهرق الدم الحرام ، وبعد ذلك يعتذرون للناس برجوعهم عن فتواهم بعد ذهاب أمة ..

    العلماء أجل وأتقى وأنقى من ذلك كله ..
    العلماء همهم أصول سنتهم وعقيدتهم ، لا أصول قلوب الناس وعواطفهم ..

    قال الإمام الشاطبي رحمه الله في [ الإعتصام ] : ( والعالم إذا لم يشهد له العلماء فهو في الحكم باقٍ على الأصل من عدم العلم ، حتى يشهد فيه غيره ، ويعلم هو من نفسه ما شهد له به ، وإلا فهو على يقين من عدم العلم ، أو على شك ، فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى ، إذ كان ينبغى له أن يستفى في نفسه غيره ولم يفعل ، وكل من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل ) .

    وقد علق على قول الشاطبي المتقدم العلامة الألباني رحمنا الله وإياهم ، كما في[ الصحيحة ] حيث قال : ( هذه نصيحة الإمام الشاطبي إلى العالم الذي بإمكانه أن يتقدم إلى الناس بشيء من العلم ، ينصحه بأن لايتقدم حتى يشهد له العلماء خشية أن يكون من أهل الأهواء ، فماذا كان ينصح يا ترى لو رأى بعض هؤلاء المتعلقين بهذا العلم في زماننا هذا ؟ لاشك أنه سيقول له : " ليس هذا عشك فادرجي " فهل من معتبر ؟!! و إني و الله لأخشى على هذا البعض أن يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم " ينزع عقول أهل هذا الزمان ، و يخلف لها هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء " و الله المستعان ) . اهـ .

    وفي شريط [ الأمالي الجامية على الأصول الستة ] للعلامة الجامي رحمه الله تعالى نجد قوله : ( إذا علِمنا العلم ، علِمنا العلماء ممن يحملون هذا العلم النافع ، والعلماء الربانيون الذين يربون صغار الطلبة بصغار العلم ، ثم يتدرجون معهم حتى يتفقهوا في دين الله ، لا يبدؤون بالمطولات ، يبدؤون بالمختصرات حتى يصلوا إلى المطولات ، يربوهم بالتدريج ، هؤلاء هم العلماء الربانيون المربون ) .


    قال العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرحه لكتاب [ كشف الشبهات ] : ( فلابد من معرفة من هم العلماء حقاً ، هم الربانيون الذين يربون الناس على شريعة ربهم حتى يتميز هؤلاء الربانيون عمن تشبه بهم وليس منهم ، يتشبه بهم في المظهر والمنظر والمقال والفِعال ، لكنه ليس منهم في النصيحة للخلق ، وإرادة الحق ، فخيار ما عنده أن يُلبِس الحق بالباطل ، ويصوغه بعبارات مزخرفة ، يحسبه الظمآن ماءاً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ، بل هو البدع والضلالات الذي يظنه بعض الناس هو العلم والفقه ، وأن ما سواه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون ) .



    فإذا تقرر ماسبق ، عرفنا العالم الرباني ، وعرفنا حقوقه علينا ، وعرفنا أنه رحمة من الله ، وعرفنا أن ما حمله من شرف الدنيا والآخرة هو حجة لنا أو علينا ، فهو أهل للإرشاد والتوجيه إلى مايحبه ويرضاه ، من الأقوال والأفعال الظاهرة منها والباطنة .


    هؤلاء هم علماء أهل السنة ، فجزاهم الله خيراً وبارك فيهم وفي علمهم وأعمالهم ، ونسأل الله أن يحفظهم ، ويثبتهم ويوحد صفوفهم ، وأن يخذل الكائدين بهم وبدعوتهم ، ويفضح من حاول تفريق شملهم ، ويرد كيد من تعقرب وتنكر لهم عليه .

    والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    والله المستعان ..

    أبو عبدالرحمن ضياء بن محفوظ الشميري
    9 ربيع ثاني 1429 هـ

  • #2
    بارك الله فيكم يا أخانا ضياء على هذا الموضوع القيم..

    جعله الله في موازين حسناتك..

    تعليق


    • #3
      أحسنت أخي ، أفدتنا

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        :: وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا ::

        وهذه إضافات للأخوة في منتديات [ منتديات المغرب الأقصى ] على مقالي ..


        - قال " أبو الزبير " جزاه الله خيرا :
        العلماء هم : العارفون بشرع الله , المتفقهون في دينه , العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة , الذين وهبهم الله الحكمة ، ] ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً [ .

        والعلماء هم : الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه والعلم , وأمور الدين الدنيا .

        والعلماء هم : فقهاء الإسلام , ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام ، الذين خصوا باستنباط الأحكام ، وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام .

        والعلماء هم : أئمة الدين , نالوا هذه المنزلة العظيمة بالاجتهاد والصبر , وكمال الدين ، ] وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لَّما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون [ .

        والعلماء هم : ورثة الأنبياء , ورثوا عنهم العلم , فهم يحملونه في صدورهم , وينطبع - في الجملة – على أعمالهم , ويدعون إليه الناس .

        والعلماء هم : الفرقة التي نَفَرَت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله , ثم تقوم بواجب الدعوة , ومهمة الإنذار ، [ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين , لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ] .

        والعلماء هم : هداة الناس الذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله فهم رأس الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم , أو خالفهم , حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ] .


        قال الإمام النووي – رحمه الله – : [ وأما هذه الطائفة فقال البخاري : [ هم أهل العلم ] ، وقال احمد بن حنبل : [ إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ] ، وقال القاضي عياض : [ إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ] , قلت - القائل النووي - : ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقةٌ بين أنواع المؤمنين , منهم محدثون , ومنهم زهاد , وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر , ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير , فلا يلزم أن يكونوا مجتمعين , بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض ] .

        وأيّاً ما كان القول في هذه الطائفة , فإن من المتفق عليه أن العلماء هم رؤوسها المقدمون فيها , وغيرهم من الناس تبع لهم .

        إن العلماء وإن غابت شخوصهم فآثارهم موجودة ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : [ العلماء باقون ما بقي الدهر , أعيانهم مفقودهم , وآثارهم في القلوب موجودة ] .

        والعلماء هم : رأس الجماعة التي أُمرنا بلزومها , وحُذّرِنا من مفارقتها ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يحل دمُ امرىءٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة ] ، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ] ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : [ عليكم بالجماعة , وإياكم والفُرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة ، فليلزم الجماعة , من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن ] .

        والمحصَّل من أقوال أهل العلم في معنى الجماعة قولان :
        القول الأول : أن الجماعة هي [ جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على الإمام الشرعي ] .
        القول الثاني : أن الجماعة هي [ المنهج والطريقة , فمن كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه والسلف الصالح فهو مع الجماعة ] .

        وعلى القولين فإن رأس كيان هذه الجماعة هم العلماء , فهم الذين يعقدون للإمام البيعة , وطاعته تبع لطاعتهم , وهم الأدلاء على المنهج والطريقة , لعلمهم بهدي النبي صلي الله عليه وسلم وصحبه , والسلف الصالح , ولذلك يسوق الإمام الآجري في باب [ لزوم الجماعة ] جملة من الآيات و الأحاديث , ثم يقول : [ علامة من أراد الله عز وجل به خيراً سلوك هذا الطريق : كتاب الله عز وجل , وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رضي الله عنهم , ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم , وما كان عليه أئمة المسلمين في كلِ بلدٍ إلى آخر ما كان من العلماء , مثل الأوزاعي , وسفيان الثوري , ومالك بن أنس ، والشافعي , وأحمد بن حنبل , والقاسم ابن سلام , ومن كان على مثل طريقهم , ومجانبة كل مذهبٍ لا يذهب إليه هؤلاء العلماء ] .

        بل لما سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله : من الجماعة الذين ينبغي أن يُقتدى بهم ؟ قال : [ أبو بكر وعمر ] .. فلم يزل يحسب حتى انتهى إلى محمد بن ثابت , والحسن بن واقد .
        فقيل: هؤلاء ماتوا , فمن الأحياء ؟ قال: [ أبو حمزة السكري ] ، فجعل العلماء هم الجماعة التي يجب لزومها .

        إن مقتضى الأمر بلزوم الجماعة أنه يلزم المكلف متابعة ما أجمع عليه المجتهدون , وهم المراد بقوله -أي البخاري - : [ وهم أهل العلم ] .



        ...................



        - كذلك أضاف الأخ : " عبد الله آيت نضيف " جزاه الله خيرا ما يلي :
        جزاكم الله خيرا على هذا المقال الماتع وان كانت لي من اضافة فهي : ذكر الإمامالشاطبي في كتابه العُجاب [ الموافقات ] مجموعة من العلامات بمعرفتها وبالاتصاف بهايكون الإنسان عالما في فن من الفنون ، وعِلم من العلوم ، وللأسف طال عهدي بها واذكر منهاصفة واحدة هي: [ أن يكون قادرا على إزالة الشبه الواردة عليه فيه ] .
        فلا يحظى المرءبرتبة العالمية في فن من الفنون ، حتى تكون عنده القدرة والحصانة التي تُمّكنه من دفعالشبه الواردة عليه وتزييفها ، وبيان تهافتها وهلهلتها .

        ...................

        .. فبارك الله فيهما وجزاهما الله خيرا ..

        تعليق


        • #5
          قال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي رحمه الله في [ شرح أصول الاعتقاد ] : [ فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحث والإتباع ، وذم التكلف والاختراع ؛ فمن اقتصر على هذه الآثار ، كان من المتبعين ، وكان أولاهم بهذا الاسم ، وأحقهم بهذا الوسم ، وأخصهم بهذا الرسم ، أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله ، واتباعهم لقوله ، وطول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه ، وحفظهم أنفاسه وأفعاله ، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة ، وشرائعه مشاهدة ، وأحكامه معاينة ، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة ، فجاولوها عياناً ، وحفظوا عنه شفاهاً ، وتلقفوه من فيه رطباً ، وتلقوه من لسانه عذباً ، واعتقدوا جميع ذلك حقاً ، وأخلصوا بذلك من قلوبهم يقيناً ، فهذا دين أخذوا أوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ، لم يشبه لبس ولا شبهة ، ثم نقلها العدول عن العدول ، من غير تحامل ولا ميل ، ثم الكافة عن الكافة ، والصافة عن الصافة ، والجماعة عن الجماعة ، فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة ، وانحفظت بهم أصول السنة ، فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة ، والدعوة لهم من الله بالمغفرة ، فهم حملة علمه ، ونقلة دينه ، وسفرته بينه وبين أمته ، وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه ، فحري أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته ] .

          تعليق


          • #6
            فضيلة الوالد الإمام ابن باز رحمه الله تعالى يفيدنا بمفهوم الآية : ] إنما يخشى الله من عباده العلماء [ للإستماع مباشرة من هنا : [ تفضــلوا بالضغط هنا ] ..

            السؤال : هذه رسالة من أخونا عبد الله خليفة البلادي من خليص أخونا يسأل مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال عن الآية الكريمة : ] إنما يخشى الله من عباده العلماء [ حبذا لو فسرتم لنا هذا الجزء من هذه الآية الكريمة. ؟

            الجواب : هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء وبيان لعظمة منزلتهم ولعظم فضلهم على الناس والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة علماء القرآن والسنة الذين يخافون الله ويراقبونه هم المرادون هنا يعني الخشية الكاملة ] إنما يخشى الله من عباده العلماء [ يعني الخشية الكاملة خشيتهم أكمل من خشية غيرهم وإلا فكل مؤمن يخشى الله كل مسلم يخشى الله لكنها تتفاوت فليس خشية العلماء المتبصرين علماء الحق علماء الشريعة ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين بل هي أكمل وأعظم ولهذا يراقبون الله ويعلمون عباد الله ويقفون عند حدود الله وينفذون أوامر الله فأعمالهم تطابق أقوالهم وتطابق علمهم فهم أكمل الناس خشية لله عز وجل وليس معناها أن المؤمن لا يخشى الله لا، مراد الرب جل وعلا حصر الكمال مثل ما قال جل وعلا ] إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون [ الآية ..
            ليس معناها أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله أو لا يزداد إيمانه عند ذكر الله ليس بمؤمن لا، بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكمل هم المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان وقوة إيمان وهكذا قوله جل وعلا ] إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون [ معناها المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم وليس معناها أن من لم يجاهد فلا إيمان له بل له إيمان بقدره على حسب حاله وقدرته فالمقصود من ذلك كله بيان الكمال كمال خشية الله وكمال الإيمان وإلا فالمؤمنون جميعا رجالا ونساءا وإلا لم يكونوا علماء عندهم خشية الله وعندهم إيمان عندهم تقوى لكن المجاهدين والذين عندهم علم بالكتاب والسنة أكمل من غيرهم إيمانا وأعظم إيمانا لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير وعملوا به وصدقوا أقوالهم بأعمالهم وحملتهم خشيتهم لله على البدار بالجهاد في سبيله والصبر على تقديم أنفسهم للشهادة لأنهم يعلمون أن هذا طاعة لله ولرسوله .. نعم .


            <<

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              يقول الله تعالى : ] إنَّما يخشى الله من عباده العلماء [ .

              قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية : [ أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به ، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى ، كلما كانت المعرفة به أتم ، والعلم به أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر ] .

              ويقول العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيرها : [ فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية ، وأوجبت له خشية الله و الانكفاف عن المعاصي ، والاستعداد للقاء من يخشاه وهذا دليل على فضيلة العلم ، فإنه داع إلى خشية الله ] .


              قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [ رفع الملام ] : [ وكل أمة قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها ، إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم ] ..


              جاء في [ الموافقات ] للشاطبي رحمه الله : [ ذلك أن السائل لا يصح أن يسأل من لا يعتبر في الشريعة جوابه ، لأنه إسناد الأمر إلى غير أهله ، والإجماع على عدم صحة مثل هذا ، بل لا يمكن في الواقع ، لأن السائل يقول لمن ليس بأهل لما سئل عنه : أخبرني عما لا تدري ، وأنا أسند أمري لك فيما نحن بالجهل به على سواء ، ومثل هذا لا يدخل في زمرة العقلاء ] .

              وأورد ابن عبدالبر في [ جامع بيان العلم وفضله ] قول الحسن البصري رحمه الله تعالى : [ العالم الذي وافق علمه عمله , ومن خالف علمه عمله فذلك راوية حديث , سمع شيئا فقاله ] .

              و العلماء يُعرف حالهم بشيوخهم ، وتُعرف مكانتهم بهم ، وهذا دأب أهل العلم في توريث ماعندهم من جليل العلم وكبير الفضل والشرف إلى من يعقبهم ويحل محلهم ، فيموت الجسد ويبقى الموروث حيا ينبض بالعلم ليل نهار بين صدور طلابه وإخوانه ، فبلغوا بذلك الإمامة ، وتربعوا على هامة الرياسة والريادة ، فكان لتصدرهم إقرار كبارهم لهم من قبل ، ولفتاويهم إذن مشايخهم لهم من قبل ، ولتدريسهم ثقة مشايخهم بهم من قبل .

              جاء في [ الحلية ] قول الإمام مالك رحمه الله تعالى : [ لا ينبغي لرجل يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من كان اعلم منه , و ما أفتيتُ حتى سألتُ [ ربيعة ] و [ يحيى بن سعيد ] فأمراني بذلك , ولو نهياني لانتهيت ] . إهـ ، وأورده البغدادي في كتابه [ الفقيه والمتفقه ] .

              بقي ماقرره شيخ الإسلام في عدم لزوم معرفة العالم من خلال منصبه ، فقال رحمه الله في [ مجموع الفتاوى ] : [ المنصب و الولاية لا يجعل من ليس عالما مجتهدا , عالما مجتهدا , ولو كان الكلام في العلم و الدين بالولايات و المنصب لكان الخليفة و السلطان أحق بالكلام في العلم و الدين , و بأن يستفتيه الناس و يرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم و الدين , فإذا كان الخليفة و السلطان لا يدعي ذلك لنفسه , و لا يلزم الرعية حكمه في ذلك بقول دون قول إلا بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم فمن هو دون السلطان في الولاية أولى بأن لا يتعدى طوره ] .

              والله المستعان ..

              تعليق


              • #8
                يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى : [ فالعجب كل العجب ممن يصغي ويأخذ بأقوال أناس ليسوا بعلماء ، ولا قرءوا على أحد من المشايخ ، فيحسنون الظن بهم فيما يقولونه وينقلونه ، ويسيئون الظن بمشايخ أهل الإسلام وعلمائهم ، الذين هم اعلم منهم بكلام أهل العلم ، وليس لهم غرض في الناس إلا هدايتهم وارشادهم إلى الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها ، وأما هؤلاء المتعلمون الجهال ، فكثير منهم خصوصاً ممن لم يتخرج على العلماء منهم ، وإن دعوا الناس إلى الحق ، فإنما يدعون إلى أنفسهم , ليصرفوا وجوه الناس إليهم ، طلباً للجاه والشرف والترؤس على الناس ، فإذا سُئلوا أفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ، وقد قال بعض السلف : [ إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذوا دينكم ] . [ قلت [ ضياء ] : هذا لفظ ابن سيرين رحمه الله تعالى ، وجاء مثله عن عبدالله بن المبارك رحمه الله بلفظ : [ هذا الإسناد دين .. ] ] . وقال بعض العلماء : [ إن من سعادة العجمي والعربي إذا أسلما ، أن يوفقا لصاحب سنة ، ومن شقاوتها أن يوفقا لصاحب بدعة ] أو كما قال ] . إهـ . قلت [ ضياء ] : وهذا الأثر الذي أورده العلامة ابن سحمان رحمه الله أخرجه الإمام اللالكائي في [ أصول إعتقاد أهل السنة ] عن أيوب السختياني رحمه الله ، ولفظه : [ إن من سعادة الحَدَث والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة ] .
                والله المستعان ..

                تعليق


                • #9
                  نقاط في وصف العالم الجاهل للإمام الآجري رحمه الله كما في كتابه [ أخلاق العلماء ] :
                  • إن كثُرَ العلماء في عصره فذُكِروا بالعلم ، أحب أن يذكر معهم .
                  • إن سُئِلَ العلماء عن مسألة فلم يُسأل هو أحب أن يُسأل كما سُئلَ غيره ، وكان أولى به أن يحمد ربه إذا لم يُسأل .
                  • وإذا كان غيره قد كفاه إن بلغه أن أحدًا من العلماء أخطأ وأصاب هو فرح بخطأ غيره ، وكان حكمه أن يسوءه ذلك .
                  • إن مات أحد من العلماء سره موته ليحتاج الناس إلى علمه .
                  • إن سُئلَ عما لا يعلم أنف أن يقول : [ لا أعلم ] ، حتى يتكلف ما لا يسعه في الجواب .
                  • إن عَلِمَ أن غيره أنفع للمسلمين منه ، كره حياته ولم يرشد الناس إليه .
                  • إن عَلِمَ أنه قال قولًا فتُوبِعَ عليه وصارت له به رتبة عند من جهله ، ثم علم أنه أخطأ ، أَنِفَ أن يرجع عن خطئه ، فيثبت بنصر الخطأ ؛ لئلا تسقط رتبته عند المخلوقين . اهـ

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك وفي علمك ايها الأخ الفاضل

                    تعليق


                    • #11
                      إجزاكم الله خيرا
                      ذا أحدَثَ اللهُ لكَ علماً فأحدِث له عبادةً ولا يكُن همُك أن تحدِّث به ! " جامع بيان العلم (1/654)

                      تعليق


                      • #12
                        وإياك ..


                        سُئِلَ الوالد العلامة عبدالمحسن العباد البدر حفظه الله تعالى في [ شرحه لسنن أبي داود ] رحمه الله ، باب [ ما يذكر في قرن المائة ] ، عند حديث [ إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ] مايلي :

                        - ماهي علامات العلماء المجددين ؟
                        فأجاب حفظه الله : [ المجددون يتميزون ويبرزون ويتقدمون ويتفوقون على غيرهم ويشار إليهم بالبنان بتفوقهم ، ويرجع الناس إليهم لكثرة علمهم وبذلهم العلم وإفادتهم لغيرهم ، ومعلوم أنهم في كل زمان قليلون ، وإن كان المشتغلون بالعلم كثيرين ، فإن التميز على الغير لا يتحقق لكل أحد ، فمثلاً شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه متميز في هذا الزمان عن غيره ، ولا يُبارى ولا يُجارى في اشتغاله بالعلم والنصح وبذل العلم ونشره ، والحرص على الدعوة وهداية الخلق ودلالتهم على الصراط المستقيم ، وكما تميز الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في هذا الزمان تميز كذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه ، والشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله عليه ، فالذين يتميزون قليلون بالنسبة لغيرهم ، وإن كان الخير كثيرا ً، والمشتغلون بالعلم كثيرين ، ولكن الذين لهم تميز على غيرهم ليسوا بكثيرين .
                        فهؤلاء الأئمة الثلاثة : ابن باز ، و ابن عثيمين ، و الألباني رحمهم الله ، يُعتبرون مجددي هذا القرن ، فهم خير من نعلم وأعلم من نعلم من الموجودين في هذا الزمان ، وقد ماتوا قبل سنتين رحمهم الله ] .

                        ثم قال حفظه الله تعالى : [ وليس كل من أحيا سنة من السنن قد اندثرت ونُسيت يعد مجدداً ؛ لأنه قد يوجد في بلد من البلدان سنن اندثرت فيحييها عالم ، ولا يقال : [ أنه هو المجدد الذي ينطبق عليه الحديث] ؛ لأن المجدد لا يكون مجدداً لمسألة واحدة أو لقضية واحدة اندثرت ، وإنما المقصود أن يتميز بكثرة النفع وكثرة الخير والتبصير بالحق والهدى والتحذير من طرق ومسالك الردى ،وهذا الحديث ، فيه دلالة على عدم خلو الأرض من مجتهد وقائم لله بحجته ، ولا بأس أن يوجد من عالم تجديد جزئي ، فيقال : [ مجدد في المنطقة الفلانية ] أو [ البلد الفلاني ] ] .

                        ..

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرآ أخانا ضياء جعله الله ذالك فى ميزان حسناتك يوم القيامة

                          تعليق


                          • #14
                            ..: وإياك بارك الله فيك :..


                            قال ابن رجب رحمه الله في رسالته [ فضل علم السلف على علم الخلف ] :[ قال الأوزاعي : [ العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فما كان غير ذلك فليس بعلم ] . وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد ، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم ، فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة ، وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم ، وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه ، أو يأخذ مالم يأخذ به الأئمة من قبله .


                            وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه ولا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالماً ، فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه ، ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه ، ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ؛ فليتبوأ مقعده من النار ) ] . إهـ


                            ..
                            التعديل الأخير تم بواسطة ضياء بن محفوظ الشميري; الساعة 09-05-2008, 10:16 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              عند شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي رحمه الله في الجزء الأول من كتابه [ مفتاح دار السعادة ] ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : [ وقوله [ ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ] ، هذا لضعف علمه ، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب ؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا ؛ لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .

                              والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه ، بل يقوى علمه ويقينه بردها ، ومعرفة بطلانها ، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة ، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا .

                              والقلب يتوارده جيشان من الباطل :
                              - جيش شهوات الغي .
                              - وجيش شبهات الباطل .

                              فأيما قلب صغا إليها ، وركن إليها تشربها ، وامتلأ بها ، فينضح لسانه ، وجوارحه بموجبها ،
                              فإن أشرب شبهات الباطل ، تفجرت على لسانه الشكوك ، والشبهات ، والإيرادات ، فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه ؛ وإنما ذلك من عدم علمه ، ويقينه ، وقال [ لي ] شيخ الإسلام رضي الله عنه [ ضياء : في وصية شيخ الإسلام لابن القيم ] وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد : [ لا تجعل قلبك للإيرادات ، والشبهات مثل السفنجة ، فيتشربها فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات ] . أو كما قال ، فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك ] .


                              ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X