إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاني الرجوليَّة عند السلفيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاني الرجوليَّة عند السلفيين

    [معاني الرجوليَّة عند السلفيين[/
    []التبليغ عن الدعوة السلفية [/
    عندما نتكلم عن السلفيين ومواقفهم الرجوليَّة، علينا أن نتذكر أنه "لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" (الصحيحة ـ 403).
    وفي رواية "لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (الصحيحة ـ 1957).
    وفي رواية: "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس". (صحيح الجامع ـ 7290).
    وفي رواية: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة" (صحيح الجامع ـ 7292).
    والخذل ضد النصرة، وخذله خذلاً وخذلاناً: ترك نصرته وكان يظن به أن ينصره. لذلك، قيل: خذلت الظبية وغيرها: إذا تخلَّفت عن صواحبها أو تخلَّفت فلم تلتحق، وتخاذلت رجلاه: ضعفتا. [غريب الحديث للحربي، وبصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي] .
    وعليه فإن السلفي دوماً ـ بفضل من الله ـ مواقفه شجاعة ورجوليَّة في مواجهة أعداء الله أجمعين، لذلك لا بد أن نتذكر شيئاً من هذه المواقف الرجوليَّة حتى نكون على قدر المسؤولية اتجاه الدعوة إلى الله على بصيرة مستفيدين من مواقف أهل الحق ممن نصروا الأنبياء، ومن مواقف الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    فمن هذه الرجوليَّة:
    1-
    أن تكون همتك ونشاطك في الدعوة السلفية على بصيرة من الله.

    من المواقف الرجولية ما ذكره الله ـ تعالى ـ في سورة يس: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ): الرجل: مختص بالذَّكر من الناس، والأولى به هنا أنه بيِّن الرجولية والجلادة.
    جاء هذا الرجل من أقصى المدينة يسعى بكل همةٍ ونشاطٍ وبصيرة، حرصاً على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل، وآمن به، وعلم ما ردَّ به قومه عليهم (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20).
    فعلى السلفي أن يكون سيِّد المواقف رجلاً في التبليغ عن الدعوة السلفية لا يخشى في الله لومة لائم، لأنها دعوة الأنبياء والمرسلين.
    2-
    من الرجوليَّة أن تأمر بالدعوة السلفية التي هي على منهاج الأنبياء والمرسلين
    .
    قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: "فأمرهم ـ أي الرجل الذي جاء من أقصى المدينة ـ باتباعهم، ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة. ثم ذكر تأييداً لما شهد به ودعا إليه، فقال: (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا) أي: اتبعوا من نصحكم نصحاً يعود إليكم بالخير، وليس يريد منكم أموالكم، ولا أجراً على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه.
    بقي أن يقال: فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا الاحتراز بقوله: (وَهُمْ مُهْتَدُونَ).." .
    والسلفيون بفضل من الله ـ تعالى ـ يدعون لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما شهد العقل الصحيح بقبحه، لأن الذي يدعون إليه منصوص عليه في الكتاب والسنة الصحيحة، لذا فهم ولله الحمد آمرون بالمعروف بفقه؛ وفق السنة التي جاء بها النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وينهون عن المنكر بفقه؛ وفق السنة التي جاء بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    3-
    من الرجوليَّة أن تكون صدَّاعاً بالتوحيد
    .
    فكأن هذا الرجل الآتي من أقصى المدينة آمراً قومه باتباع المرسلين لم يقبلوا نصحه، بل عادوا لائمين له على اتباع الرسل، وإخلاص الدين للّه وحده، فقال: (وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي: وما المانع لي من عبادة من هو المستحق للعبادة، لأنه الذي فطرني، وخلقني، ورزقني، وإليه مآل جميع الخلق، فيجازيهم بأعمالهم، فالذي بيده الخلق والرزق، والحكم بين العباد، في الدنيا والآخرة، هو الذي يستحق أن يعبد، ويثنى عليه ويمجد، دون من لا يملك نفعاً ولا ضراً، ولا عطاءً ولا منعاً، ولا حياةً ولا موتاً ولا نشوراً، ولهذا قال: (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ) لأنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، فلا تغني شفاعتهم عني شيئا، وَلا هُمْ يُنْقذون من الضر الذي أراده اللّه بي.
    4-
    من الرجوليَّة أن تكون متبرأً من الشرك والضلال.
    (إِنِّي إِذًا) أي: إن عبدت آلهة هذا وصفها (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فجمع في هذا الكلام، بين نصحهم، والشهادة للرسل بالرسالة، والاهتداء والإخبار بِتعيُّن عبادة اللّه وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره باطلة، وذكر البراهين عليها، والإخبار بضلال من عبدها، والإعلان بإيمانه جهراً، مع خوفه الشديد من قتلهم. وهذه حقيقة ما يلاقيه عادة من سار سيره في اتباع الرسل فالسلفيون ولله الحمد في أقطار الدنيا صدّاعون بالحق، داعون إلى التوحيد متبرؤون من الشرك والضلال والخزعبلات، ولا شك أنهم يلاقون ما لاقى هذا الرجل الشجاع الصدّاع بالحق من الأذى والشتيمة والمؤامرات الجبانة.
    5- من الرجوليَّة أن تبقى ثابتاً على الدعوة السلفية مهما كان الأمر.
    فقال: (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) فقتله قومه، تنفيذاً لأوامر جبنهم وانصياعهم إلى الهوى والذلة، لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به. فـ (قِيلَ) له في الحال: (ادْخُلِ الْجَنَّةَ)، هذا جزاؤه وثوابه على شجاعته ودعوته الناس إلى عبادة الله وحده.
    6-
    من الرجوليَّة رفق الداعية السلفي وشفقته على قومه وصبره عليهم.
    قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: "فقال مخبراً بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه، وناصحاً لقومه بعد وفاته، كما نصح لهم في حياته: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي) أي: بأي: شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات، (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) بأنواع المثوبات والمسرات، أي: لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم، لم يقيموا على شركهم".

    الدفاع عن الدعوة السلفية

    7- من الرجوليَّة توجيه النصيحة بإخلاص؛ لأنها الدين.

    النصح نقيض الغش، والنصيحة: كلمة جامعة معناها: حيازة الخير للمنصوح له، وقيل إنها مأخوذة من "نصحت العسل" إذا صفيته من الشمع، شبه تخليص القول من الغش، بتخليص العسل من الخلط. لذلك جاء قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الدين النصيحة"، (صحيح الجامع ـ 3417)، فهي عماد الدين وقوامه، كقوله: "الحج عرفة" (صحيح الجامع ـ 3172).
    قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل ـ عليه السلام ـ وسمى ذلك كله ديناً".
    والنصيحة في أيامنا معدن كاد يكون نادراً لضعف الإيمان والجهل في الدين، بل لعل الناصح يكون في مواقف كثيرة هو المذنب لأنه نصح!!! صحيح تحتاج النصيحة للفقه في الدين، فلا يكون الناصح ناصحاً إلا إذا كان فقيهاً في دين الله ـ تعالى ـ.
    ومنزلة الناصح رفيعة عند ربه ولا أدل على ذلك من فعل الأنبياء والرسل فهم الرأس في النصح والنصيحة. فاسمع ـ على سبيل المثال ـ ما قاله نوح لقومه: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَلاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
    أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، وغيرهم، عن جرير، قال: "بايعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على السمع والطاعة، فلقنني فيما استطعت، والنصح لكل مسلم". وجاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"حق المسلم على المسلم ست" فذكر منها: "وإذا استنصحك فانصح له".(الصحيحة ـ 2154)
    وقال الغزي في "آداب العشرة": "ومنها ـ أي من الآداب ـ أن يراعي في صحبة إخوانه صلاحهم لا مرادهم، ودلالته على رشدهم لا على ما يحبونه".
    وقال أبو صالح المري: "المؤمن من يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق من يعاشرك بالممادغة ـ يعني التملق والكذب ـ ويدلك على ما تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين".
    وقال ابن حبان ـ رحمه الله ـ: "خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة، كما أن خير الأعمال أحمدها عاقبة، وأحسنها إخلاصاً، وضرب الناصح خير من تحية الناشيء.. إلى أن قال .. وليس الناصح بأولى من المنصوح".
    وكثيراً ما تحتاج النصيحة إلى مواقف رجوليَّة شجاعة منها ما ذكره الله ـ تعالى ـ في سورة غافر: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)
    فمن الأسباب التي اتخذها موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صدِّ حيلة فرعون الذي نوى قتله وتصفيته، الاستعاذة بربه من شرور فرعون، فصار موسى ـ عليه السلام ـ ممتنعاً ـ بربوبية رب العالمين ، المدبِّر لجميع الأمور ـ على حيل فرعون وخططه، فسخر الله ـ تعالى ـ لموسى ـ عليه السلام ـ رجلاً مؤمناً (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) رجل فرعوني ـ وكان جاري مجرى ولي العهد ومجرى صاحب الشرطة ـ آمن بدين موسى ـ عليه السلام ـ وكتمه، فسجَّل موقفاً رجوليَّاً جمع فيه الحجج القوية التالية:
    1- (أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) وهو استفهام على سبيل الإنكار.أي هو عظيم في الرجال حساً ومعنىً ، أتقتلونه لأجل (أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ).
    وقد تقدم في النص الأول ـ من هذه المقالة ـ(النقطة الثالثة: من الرجولية أن تكون على التوحيد) لجوء أهل الباطل الفجرة إلى مؤامرات شتى من أنواع الأذى بما فيها القتل ، فهؤلاء السفهاء حين تنقطع الحجة عندهم فإنهم يعودون على أهل الحق "الرجال" بالأذى والاعتداء، لشدة غيظهم وحماقتهم.
    وقد كان علماء التفسير يستشهدون بما رواه الإمام البخاري وغيره، في تفسير هذه الآية لاستشهاد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ بها عندما أوذي النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِى مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَهُوَ يُصَلِّى ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِى عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ الله وَقَدْ جَاءكُمْ بالبينات مِن رَّبّكُمْ).
    كان لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ موقف رجوليُّ شجاع في الدفاع عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففي "تفسير النسائي" (482) عن عمرو بن العاص، أنه سئل: ما أشد شيء رأيت قريشاً بلغوا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ قال: مرَّ بهم ذات يوم ، فقالوا له: أنت الذي تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ قال: "أنا" . فقاموا إليه، فأخذوه بمجامع ثيابه. قال: فرأيت أبا بكر محتضنه من وراءه يصرخ، وإن عيناه تنضحان ـ تتساقط منها الدموع ـ وهو يقول: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ الله).
    2- (وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) أي: جاءكم بما يدل على صدقه، وهذا لا يوجب قتله. لأنه كان يدعو إلى توحيد الله.
    3- (وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ) يعني : فعليه وبال كذبه ، فلا ينبغي أن تقتلوه بغير حجة ، ولا برهان.
    4- (وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) قال أهل المعاني: هذا على المظاهرة في الحجاج، كأنه قال لهم: أقل ما يكون في صدقه أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم، فذكر البعض ليوجب الكل.
    5- (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28) قال قتادة: "مشرك أسرف على نفسه بالشرك". وعادته الكذب.
    6- (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ...(29) ذكَّرهم بما فيه من الملك ليشكروا بالإيمان بالله، والمعنى لكم الملك فلا تتعرضوا لعذاب الله بالتكذيب وقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
    الدعوة السلفية رجالها لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله والعبادة
    8- من الرجوليَّة أن يكون السلفي دائماً في ذكر اللهومن المواقف الرجوليَّة ما ذكره الله ـ تعالى ـ في سورة النور: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأْبصَارُ (37)
    ذكْرُ الرجال بعد ذكر البيوت استئناف لبيان حال من حصلت لهم الهداية لذلك النور، وذكْر بعض أعمالهم القلبية والقالبية.
    وخص الرجال بالذكر في هذه المساجد لأنه ليس على النساء جمعة ولا جماعة في المسجد. والأرجح أن ذكرهم إشعاراً بما لهم من عزائم ماضية، وهمم عالية، في الدفاع عن دين الله، وإلا فالنساء شقائق الرجال في كل خير وفضل لقوله ـ تعالى ـ في سورة الأحزاب: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)، تماماً كما في ذكرهم إشعاراً على طهارتهم وتطهُُّرهم بالماء في قوله ـ تعالى ـ في سورة التوبة: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)، وتماماً كما في ذكرهم إشعاراً لصدقهم كما سيأتي، كل ذلك على اعتبار همَّتهم وعزيمتهم في الدفاع عن دين الله ـ تعالى ـ وصدِّ ضلالات المكذبين وأهل الباطل، فهم رجال متطهرون لعبادة الله دوماً. قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: "بل جعلوا طاعة الله وعبادته غاية مرادهم، ونهاية مقصدهم، فما حال بينهم وبينها رفضوه". لذا قال:
    (لا تُلْهِيهِمْ) لا تشغلهم (تِجَارَة) قيل: خص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الصلاة والطاعات، وأراد بالتجارة الشراء وإن كان اسم التجارة يقع على البيع والشراء جميعًا لأنه ذكر البيع بعد هذا، كقوله في سورة الجمعة: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً) يعني: الشراء، وقال الفراء: التجارة لأهل الجلب.
    (وَلا بَيْعٌ) والبيع ما باعه الرجل على يديه.
    (عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) على أقوال:
    1- القيام بحق الله. قاله: قتادة.
    2- بأنهم لمراقبتهم أمر الله ـ تعالى ـ وطلبهم لرضاه لا يشغلهم عن الصلاة وذكر الله شيء من أمور الدنيا. قال ابن عطية في "المحرر".
    3- ومنهم من قال: لا يشغلهم تجارة ولا غيرها عن حضور المساجد للصلاة،
    (وإقام) أي: لإقامة، (الصلاة) حذف الهاء وأراد أداءها في وقتها، لأن من أخر الصلاة عن وقتها لا يكون من مقيمي الصلاة، وأعاد ذكر إقامة الصلاة مع أن المراد من ذكر الله الصلوات الخمس لأنه أراد بإقام الصلاة حفظ المواقيت.
    (وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ) المفروضة، قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: إذا حضر وقت أداء الزكاة لم يحبسوها. وقيل: هي الأعمال الصالحة.
    قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: "ولما كان ترك الدنيا شديداً على أكثر النفوس وحب المكاسب بأنواع التجارات محبوباً لها، ويشق عليها تركه في الغالب وتتكلف من تقديم حق الله على ذلك ذكر ما يدعوها إلى ذلك ترغيباً وترهيباً فقال:
    (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) من شدة هوله وإزعاجه". إما أن تتقلب وتتغير في أنفسها، وهو أن تضطرب من الهول والفزع وتشخص ، كقوله في سورة الأحزاب: (وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر). وإما أن تتقلب أحوالها وتتغير فتفقه القلوب بعد أن كانت مطبوعاً عليها لا تفقه ، وتبصر الأبصار بعد أن كانت عمياً لا تبصر.
    الدعوة السلفية رجالها صادقون
    9-[u]
    من الرجوليَّة أن تكون صادقاً مع الصادقين[/
    u].
    في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب، لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: "بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين". فوصفهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرجوليَّة والصدق.
    أمر الله ـ تعالى ـ بالصدق في كتابه العزيز، وحث عليه، فقال في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119). وجعل الله ـ تعالى ـ الصدق علامة على المؤمن، فالمؤمن صادق في اعتقاده، صادق في تبعيته لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صادق في محبته للسلف الصالح الذين على رأسهم الصحابة ـ رضوان الله عنهم ـ، صادق في جهاده في الدفاع عن الحق، صادق في أقواله وأفعاله، صادق في نصيحته لإخوانه وأهله ومجتمعه، صادق في دعوته لربه، وقد امتدح الله ـ تعالى ـ جملة صدق المؤمن بقوله في سورة المائدة: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(119).
    والصدق في الاعتقادات، والأقوال، والأفعال، شيمة المؤمنين المتحابين في الله، المتناصحين فيه، وهو درجة رفيعة لأن الكذب درجة وضيعة خسيسة، فلا يعقل أن يكون المؤمن كذَّاباً، فالكذب صفة المنافق والكافر، لذا قال الله ـ تعالى ـ في سورة الأحزاب: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ..) فالصدق مرتبة عالية لا يتحلى بها إلا مؤمن.
    وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قراد السلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما حملكم على ما فعلتم؟ قلنا: حب الله ورسوله، قال: "فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله، فأدوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم". (صحيح الترغيب والترهيب ـ 2928)
    وأخرج أحمد والطبراني عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة". (الصحيحة ـ 733)
    والصدق من التصديق، وينبوعه التصديق بالرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي لنا فيه أسوة قال ـ تعالى ـ في سورة الأحزاب: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)قال ابن القيم: "فالصادقون هم الرسل والمبلغون عنهم، فيسأل الرسل ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغهم الرسل، ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين؛ كما قال ـ تعالى ـ في سورة القصص: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) قال قتادة: كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فيسأل عن المعبود، وعن العبادة".
    قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ:
    ولمَّا كان الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ محل الصدق والتصديق قال ـ تعالى ـ في السورة (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21).
    أسوة في الصدق والتصديق، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير قدوة لأصحابه من الأنصار والمهاجرين، وهو خير قدوة لكافة المؤمنين إلى يوم الدين، قدوة للصادقين في مواقفهم الرجوليّة، فشاورهم في غزوة الخندق بخصوص مواجهة الأحزاب، ثم أشار على سلمان الفارسي بحفر الخندق، وقام هو بنفسه بالحفر معهم ونقل التراب حتى اغبر بطنه، وكان الصحابة إذا اعترضتهم صخرة نادوا عليه فيأخذ المعول ويفتت الصخرة، وكان يردد معهم الأهازيج والأرجاز.
    (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) ولم يبيّن هنا الآية التي وعدهم إياه فيها، ولكنه بيَّن ذلك في سورة البقرة في قوله ـ تعالى ـ: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214).
    قال الشنقيطي: وممن قال أن آية البقرة المذكورة مبيِّنة لآية الأحزاب هذه: ابن عباس، وقتادة، وغير واحد وهو ظاهر.
    (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) رجال مؤمنون لأنهم:
    1- صادقون، ولم تكن لهم مواقف متعرجة وملتوية أو مواقف خذولة..
    2- واستعمل العهد في حقهم كمن كان عليه دَيْن وقضى ديْنه ـ بمعنى وفَّاه ـ.
    3- واستعمل النحب وهو هنا بمعنى النذر الذي يلتزم به الشخص، والنَّحب: النذر والعهد، نذر الصدق في جميع المواطن، ولا يقضيه إلا بالموت، أو القتل.
    4- واستعمل الانتظار كمن ينتظر الشهادة في سبيل الله وفاء بالعهد. فإذا كان وفّى البعض، فهو ينتظر تمام الوفاء بالعهد. وأصل القضاء: الإتمام والإكمال.
    5- وما بدلوا النذر ولا العهد.
    وهم في خلاف مع المنافقين في هذه الصفات،
    (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ...(24) لذا بيّن الله ـ تعالى ـ أنه أتى بالأحزاب ليجزي الصادقين بصدقهم فقال في الحجرات: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)
    والتصديق بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادة على شهادة فاز بها خزيمة الأنصاري، فقد أخرج أبو داود، والنسائي، وأحمد، عن عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِىُّ أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَنَّ النَّبِىَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابْتَاعَ فَرَساً مِنْ أَعْرَابِىٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ فَأَسْرَعَ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الْمَشْىَ وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِىُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الأَعْرَابِىَّ فَيُسَاوِمُونَ بِالْفَرَسِ لاَ يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِىَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الأَعْرَابِىَّ فِى السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِى ابْتَاعَهُ بِهِ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَنَادَى الأَعْرَابِىُّ النَّبِىَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعاً هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلاَّ بِعْتُهُ. فَقَامَ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ ». قَالَ الأَعْرَابِىُّ: لاَ وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَ. فَقَالَ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ «بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ». فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِىِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَالأَعْرَابِىِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِىُّ يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيداً يَشْهَدُ أَنِّى بَايَعْتُكَ. فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلأَعْرَابِىِّ وَيْلَكَ إِنَّ النَّبِىَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلاَّ حَقًّا. حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِىِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَمُرَاجَعَةِ الأَعْرَابِىِّ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِىُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيداً يَشْهَدُ أَنِّى بَايَعْتُكَ. قَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ «بِمَ تَشْهَدُ». فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَجَعَلَ النَّبِىُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ.
    وممَّا امتنَّه الله ـ تعالى ـ على خزيمة الأنصاري ما رواه الإمام البخاري عن زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِى الْمَصَاحِفِ ، فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ بِهَا ، فَلَمْ أَجِدْهَا إِلاَّ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِىِّ الَّذِى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ ، وَهْوَ قَوْلُهُ ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ).

  • #2
    جزاك الله خيراً يا أخانا فؤاد وبارك الله فيك وأصلك الله أرض دماج بالسلامة إن شاء الله

    تعليق


    • #3
      كلام طيب جدا
      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا ياأبا الخطاب

        تعليق

        يعمل...
        X